حروف النداوي مؤسس المنتدى
عدد المشاركات : 14 العمر : 32
| موضوع: الإعلام في الكويت ونشأته وتطوره الثلاثاء 17 نوفمبر 2009, 11:06 pm | |
|
"الإعلام في الكويت ونشأته وتطوره"
الصحافة الكويتية :
بدأت علاقة الكويتيين بالصحف منذ فترة طويلة ، وذلك لأسباب من أهمها أن الكويتيين كانوا أصحاب تجارة وسفر، وكان يهمهم تتبع الأخبار أولاً فأولاً ، لمعرفة ما يدور من أحداث في الدول التي يسافرون إليها ، وكانت الصحف تأتيهم من مصر وبلاد الشام والعراق وغيرها من الدول العربية ، وكانت هذه الصحف تتجمع في ديوانيات العائلات الكويتية العريقة التي ما زال بعضها قائماً حتى الآن ، وذلك كي يكون بإمكان رواد الديوانيات ومرتاديها تصفحها والاطلاع على الأخبار التي فيها .
وتطورت هذه العلاقة و ترسخت بعد تطور الأحداث التي سبقت الحرب العالمية الأولى والأحداث التي عاصرت تلك الحروب والتي تلتها ، وانتهزت بعض المقاهي هذه العلاقة الوطيدة بين الكويتيين والصحف فحرصت على أن توفرها لزبائنها ، وكان من هؤلاء القراء شباب كويتيون تعلموا في أول مدرسة نظامية في الكويت وهي المدرسة المباركية التي افتتحت في 22 ديسمبر 1912م ، وفي عام 1921م افتتحت ثاني مدرسة نظامية في الكويت وهي المدرسة الأحمدية التي ساهمت أيضاً في النهضة التعليمية في البلاد ، فكثر عدد الذين يتقنون القراءة والكتابة بين أبناء الشعب الكويتي ، مما شجع الشيخ عبد العزيز الرشيد على إصدار أول مجلة كويتية في مارس 1928م هي ( مجلة الكويت ) التي كان يجمع موادها ويحررها ويسافر ليطبعها في المطبعة العربية في القاهرة ، وكان يقوم وحده بدور المراسل والموزع والمحاسب ورئيس التحرير والمدير المسئول ، وكانت مجلة يغلب عليها الطابع الديني ، ولا سيما في الأعداد الخمسة الأولى منها ، واستمرت كذلك مع إدخال مفاهيم من نظريات العلوم الحديثة وملخصات الكتب القيمة وبعض تعريفات برجالات الدولة وغيرهم من البارزين في ذلك الوقت . ومن يقرأ أعداد هذه المجلة بعين الباحث المدقق يكتشف أن قسماً كبيراً من صفحاتها كان مخصصاً لإثبات وجود الله تعالى والرد على الملحدين المنكرين لوجوده سبحانه ، مما يجعلنا نجزم أن الدافع الأساسي لإصدار المجلة كان دافعاً دينياً منبثقاً من نفس الشيخ الرشيد الذي كان شديد الاعتزاز بدينه ، وحريصاً أشد الحرص على حماية أبناء الكويت من الدعوات الإلحادية والتبشيرية التي بدأت تتزايد داخل المجتمع الكويتي في تلك الفترة ، وقد توقفت المجلة بعد عامين من صدورها ، وازدادت الضغوط على الشيخ الرشيد من جهات عدة ، فاضطر إلى مغادرة الكويت والهجرة إلى إندونيسيا ، وفي جاكرتا التقى بيونس بحري الملقب بـ ( السائح العراقي ) وأصدروا مجلة ( الكويت والعراقي ) في عام 1931م ، أما المجلة الثانية فقد أصدرها الرشيد في مدينة جاوا الإندونيسية في 3 مارس من عام 1933م وسماها ( مجلة التوحيد ) ، وكتب الرشيد في مقدمة العدد الأول : " هذه الصحيفة التوحيد أقدمها أمام مجلة ( الكويت ) لتقوم ببعض ما قامت به من واجبات" ، ولما توفي الرشيد توقفت المجلتان عن الصدور ، ولم يملأ أحد الفراغ الذي خلفه رحيله ، فلم يصدر في الكويت أي مجلة بين العامين 1938 و1946 مع العلم أن تلك الفترة كانت فترة ازدهار ثقافي وفكري ، فقد انتخب أول مجلس تشريعي عام 1938م ، وتألق النادي الأدبي والمكتبة الأهلية وجذبا المثقفين وهواة الأدب . وبعد انتهاء الحرب العالمية الثانية أصدرت البعثة التعليمية الكويتية في القاهرة مجلة " البعثة " في ديسمبر 1946م ، ورأس تحريرها الأستاذ عبدالعزيز حسين ، وتألق كثير من فرسان وفارسات الكلمة من الكويتيين والكويتيات على صفحات هذه المجلة ، حتى بلغت شهرتها مستوى شهرة المجلات العريقة ، لما كانت تتمتع به تلك المجلة من حرية واسعة وفكر نير ، وفتح الباب على مصراعيه لدخول مختلف الآراء الفكرية ، وتعدّ هذه المجلة الأم الحقيقة للصحافة الكويتية الحديثة ومرجعاً أساسياً لكل من يريد أن يطلع على الأحداث والتطورات في الكويت والوطن العربي ، وتوقفت هذه المجلة في عام 1954م . وكان توافر أول مطبعة في الكويت في يوليو عام 1948 ، هي مجلة " كاظمة " التي احتضنت أدباء وأديبات الكويت ، لأنها مجلة أدبية متخصصة تهتم بكل فنون الأدب ، ولم يطبع من تلك المجلة إلا تسعة أعداد فقط .
الصحافة الكويتية في الخمسينات :
شهدت الكويت في فترة الخمسينات وما بعدها تطوراً هائلاً في شتى المجالات ومنها الصحافة ، التي أدّت دوراً مهماً في التطور الاجتماعي والسياسي داخل الكويت ، فلم تعد الصحف مجرد أغلفة تتضمن قصصاً ومقالات ، بل اهتمت بالواقع السياسي والرأي والنقد والأخبار وتحليلها والتنبؤ بها ، ومما يؤسف له أن صحف تلك المرحلة توقفت عن الصدور عدا مجلتين هما : " كويت اليوم " التي أصدرت في ديسمبر عام 1954م ، وهي تعدّ المجلة الرسمية لدولة الكويت ، تنشر فيها المراسم الأميرية والقرارات الحكومية والإعلانات الرسمية ، وهي المرجع الرسمي والوثائقي لدولة الكويت . والمجلة الثانية هي مجلة " العربي " المدعومة أيضاً من الحكومة الكويتية ، والتي رأى العدد الأول منها النور في ديسمبر عام 1958م ، وهي مجلة شهرية تهتم بالشؤون الثقافية والاجتماعية والصحية والعلوم والتاريخ والآداب ، وتعتبر من المجلات الكويتية الرائدة منذ صدورها ومازالت كذلك .
ويعود توقف الصحف التي صدرت في الخمسينيات إلى المصاعب والتحديات التي واجهت صحافة الخمسينيات ومنها : الافتقار إلى الدعم المالي من الدولة ، إضافة إلى أن الإعلانات والإسهامات المادية كانت نادرة ، وكذلك عدم وجود صحفيين متفرغين للعمل الصحفي ، فأغلبهم كانوا من موظفي الدولة ، ناهيك عن الفتاوى التي أصدرها بعض علماء الدين وتتضمن تحريماً لقراءة الصحف .
| |
|